يتم تداولها دون تحري المصدر و
المصداقية
الشائعات خطر كبير و جهات مجهولة تستغل الوقت و
الزمان لنشرها
تُغذي الشائعات , و مقاطع الفيديو ,
و الصور ذات العبارات المشوقة , و الكلمات الرنانة أي فكرٍ , و توجه , و هي سريعة
الانتشار دون التدقيق لمحتواها , و مواقع التواصل الاجتماعي,و برامج المحادثات مثل
الواتساب , و التيليجرام , و البي بي إم , و السناب شات , و غيرها من البرامج , و
التطبيقات الموجودة في الهواتف الذكية تُستغل حسب الوقت , و الزمان لنشرها , و لا
زالت الشائعات , و الفيديوهات , و الصور المشبوهة تُرسل , و يتم تداولها بين أطراف
المجتمع أكثر من السابق , و ذلك باتساع دائرة التواصل , و منذ فترة الماسنجر, و
الهوتميل تُرسل من جهات مجهولة الشائعات , و الصور , و الفيديوهات مرفقه بعبارة
أرسل , و لك الأجر أو , أرسل لعشرة أشخاص يصبح لك كذا , و كذا , و إن لم ترسل يحصل
لك ما لا يسرك ! , و يعد الاستخدام السيئ لكل ذلك من أخطر الآفات في المجتمع .
كيف تنتشر الشائعات ؟ من هم أصحابها ؟ بماذا
تًستغل ؟
مشكلة الاستخدام
السيئ
يذكر موسى سند موظف في
قطاع خاص , و مهتم بالتكنولوجيا , و خبير بتطبيقات الجوال أنه كما لتلك التطبيقات
إيجابيات لها أيضاً سلبيات , و قد تغلب السلبيات أحياناً بسوء الاستخدام , و في الحقيقة
أصبح البعض لا يدري أيصدق غير صحيح , أو يكذب الصحيح , و في مجتمعنا الذي تغلب
عليه العاطفية يصبح لتلك الشائعات بيئةٌ خصبة , و يتم نشرها بدافع التنبيه من
الأخطار دون التحقق , و التأكد منها أصلاً
, وأن التحقق من أي شيء قبل نشرة من أسهل ما يكون في زمن التكنولوجيا , و
البحث عن طريق الانترنت من المصدر الموثوق .
كما يذكر الأستاذ مازن
الجهني المتخصص في الشريعة , و أصول الفقه أن الشائعات لها خطر على الأمم , و
الشعوب , و يروي لنا نماذج من الشائعات التي أضرت بالأمة في عهد النبي محمد صلى
الله علية و سلم , مثل : شائعة إسلام أهل مكة لما هاجر المسلمون إلى الحبشة ، فرجع
بعضهم ، فأسروا , وعذبوا , و شائعة أنّ النبي صلى الله عليه , وسلم قتل يوم أحد،
فَعلا الهم الصحابة , و تمكن الغم منهم ، و تسربت إليهم روح الهزيمة , و أوهنت
قوتهم ، فمن واقف لا يدري ما يفعله ، و من معتزل للمعركة فارٍّ من أرضها ، و من
يائس من الحياة قائل : "ما فائدة العيش بعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم" , و غيرها الكثير فلا يجب على احد أن ينشر , و يتداول الأحداث , و
الأخبار دون التحقق منها فقد تسبب الغوغاء , و الرعب بين فئات المجتمع .
من أجل التسلية !
و يذكر عبد الله سراج
خبير برمجة , و باحث في التقنية أن الشائعات صناعة متقنة , و منظمة,و لها خبراؤها
, و أوقاتها المناسبة ، و هناك مكاسب , و مصالح تتحدد بموجب تلك الشائعات ،
والملاحظ أيضا أن الشائعات تنطلق بقوة تفوق أحيانا قوة الحقائق ، و تجد المناخ
المناسب لسريانها , و تصديقها , وهي لا تستثني جانبا من الحياة ، أو أمراً من
الأمور، بل تطال كافة المجالات ، حتى لدى الأطفال الصغار أصبحت هناك شائعات تمس
اهتماماتهم بشأن موعد فتح المدارس , أو تغيير موعد الإجازة مثلاً ، و جميع فئات المجتمع في وقتنا الحالي لا
يكاد يوجد أحد إلا , و في يده هاتف جوال , و له عالمه الخاص , و شخصيته
الإلكترونية الخاصة التي لا تظهر في الواقع خاصةً خلف الأسماء المستعارة في مواقع
التواصل , و برامج المحادثات فقد تجد أنواع مختلفة من العقول الصغيرة التي تتسلى ,
و تتلذذ في الكذب , و نشر الشائعات التي قد تكون صوراً , أو فيديوهات مفبركة , أو مُمنتجة
بطرق احترافية خدّاعة , فتُولد الشائعة , و تعيش , و تترعرع , و تكتسب التلفيق , و
مهارة الكذب على ألسنه الناس في الانترنت من خلال التداول بين الناس بالهاشتاقات ,
أو الريتويت . و اللايك إلى اخره من مصطلحات مواقع التواصل ... إلى أن تختفي بعد ظهور الحقيقية فهي مثل
كرة الثلج تتدحرج , و تكبر , و تصطدم بشيء و تذوب .
يجب التحقق أو التوقف
يجب على الفرد التوقف عن ترويج الشائعات , و الأراجيف , و
نشرها بعد تلقيها عن غير ثقة,و لا ثبت ، وأن التثبت والتحقق أولاً أمرٌ رباني عظيم
، و أنه يكفي المؤمن أن الله تعالى قال: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
ويجب علينا كمجتمع سعودي التكاتف , و التعاضد , و التعاون
للقضاء على أسبابها , و بواعثها ؛ حتى لا تقضي على الروح المعنوية في المجتمع ,
خصوصاً في هذه الفترة التي تعيشها المملكة في عملية إعادة الأمل للإخوة اليمنيين ,
و يجب محاسبة مروجي الشائعات ؛ لأن الضرر متعدٍّ ، خاصة مع الانفتاح الإعلامي الكبير
عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تسبق البرق في ترويج الشائعات , و أنه يلزم الأخذ
على يد المستهترين بهذا الأصل الإسلامي العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق